كليف جديد لمواصلة مسار الأزمة والخيارات الاشعبية
بعد رفض حكومة الحبيب الجملي بأغلبية برلمانية بدى فيها العنصر الموحد لبعض الكتل وهو اجهاض محاولة التغول على مستوى سلطة التنفيذ والقرارات لحركة النهضة وبالتالي تم تكليف الياس الفخفاخ من قبل رئيس الجمهورية كخطوة تالية لتكوين فريقه الحكومي وقد تباينت ردود أفعال الأحزاب سواء الممثلة تحت قبة البرلمان أو خارجه بين مؤيدا ورافض وبين من خير الصمت وانتظار معجزة في لحظات فارقة ….وفي حقيقة الأمر لايعتبر رئيس الحكومة المكلف شخصية سياسية خارجة عن سياق مسار منظومة الانتقال الديمقراطي بل على العكس كان قد شغل منصب وزير المالية في حكومة “الترويكا” ما بعد انتخابات أكتوبر 2011 وكان قد انخرط في سياسات المنوال التنموي المتهرم والخطط المالية التي زادت في تفقير وتهميش الفئات الاجتماعية المسحوقة وما يعرف عن هذه الشخصية المكلفة الى حد الآن هو خدمتها الوفية لأجندا صندوق النقد الدولي والموازنات المالية العقيمة التي لم تقطع مع الخيارات الاشعبية والتي لاصلة لها ببرنامج جذري يخدم الطبقات المسحوقة أو يعالج الأزمة الاقتصادية والاجتماعية على مستوى بنيوي -هيكلي حيث أمام عودة وتيرة الاحتجاجات الاجتماعية وتصاعد الاحتقان يبدو عنوان الرسالة السياسية من هذا التكليف هو أنه لا خروج من الأزمة …فقط تجديد الأزمة التي تفاقمت على جميع الجوانب من فساد مالي ونسبة تضخم منقطعة النظير الى ارتفاع جنوني في المواد الأساسية إضافة الى المشاكل الجوهرية العميقة مثل البطالة والمديونية وارتفاع نسبة ما تحت خط الفقر وانهيار البنية التحتية وأزمة القطاع الفلاحي المتواصلة وحيث لايمكن انتظار تغيير جذري من هؤلاء الذين يتصدرون المشهد السياسي بأية حال من الأحوال ولا يمكن للسيد. المكلف بتكوين الفريق الحكومي سوى المواصلة في مسار الأزمة المتفاقمة اذا كان للأغلبية البرلمانية الكلمة الأخيرة للتصويت لفائدة هذا التشكيل الحكومي وقد تتخل هذه “الكلمة الأخيرة ” الكثير من المناورات حفاظا على امتيازات واطمئنانا على عدم المس بملفات سياسية حارقة …. – كي لا ننسى من هو وماذا فعل ومع من حكم الياس الفخفاخ:
شغل الياس الفخفاخ منصب وزير المالية خلال أكثر مراحل الصراع السياسي دموية عقب جانفي 2011. المهندس السابق في شركة طوطال الفرنسيّة، ووزير السياحة الأوّل في حكومة حمّادي الجبالي، ثُبّت في منصب وزير المالية في حكومة علي العريّض عقب اغتيال القيادي في الجبهة الشعبية شكري بلعيد حتى اغتيال القيادي الثاني محمد البراهمي واسقاط حكومة الترويكا.
ارتبط اسم الياس الفخفاخ برسالة النوايا السرية المُرسلة إلى مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد في فيفري 2013 والتي أمضاها شخصيا رفقة محافظ البنك المركزي السابق الشاذلي العيّاري، متعهّديْن بالالتزام ببرنامج الإصلاح الهيكلي لصندوق النقد الدولي مقابل حزمة من القروض.
هذه القروض تسطر في جزء كبير منها مسار تشكل الأزمة الاقتصادية التي وصلت اليها البلاد اليوم …
اترك تعليقًا