لنقاوم سياسات دوائر النهب
اتسعت في الاونة الاخيرة رقعة الاحتجاجات الاجتماعية في تونس لتعطي دلائل أخرى على فشل حكومات ما بعد 14 جانفي في معالجة الملفات الاجتماعية و ارتهانها لدوائر النهب في العالم و السعي لأرضائهاعبر العمل على تطبيق أجنداتها بمواصلة سياسة الخوصصة و التداين تماشيا مع منوال تنموي قائم على اقتصاد السوق حيث رفع الدعم و عدم التعويل على دور الدولة التعديلي انما تحكم قانون العرض و الطلب و تحول العمل من قيمة و حق الى بضاعة تخضع لهذا القانون.
خرج المئات من أهالي مدينة الكاف الى الشارع معبرين عن سخطهم و يعود السبب المباشر الى عزم صاحب مصنع الكابل المفتوح منذ سنوات على غلقه و الانتقال الى مدينة أخرى لكن مع صمود الاهالي المطالبين بحق العمال و الجهة رافعين شعارات تنادي يالتنمية و التشغيل و توج الحراك باضراب عام كان ناجحا من حيث الحضور و العمق الاجتماعي للشعارات المرفوعة مما أرغم صاحب المصنع على الاذعان و تراجعه عن قرار الغلق و امضاء اتفاق يقضي بتحسين ظروف العمل و انخراط المؤسسة في العملية التنموية بالجهة لكن يبدو أن الأيام القادمة ستشهد موجات من الاحتجاج نظرا لبراعة أرباب الاعمال و الدوائر الحكومية في الانقلاب عن الاتفاقات و التعهدات .
أما في مدينة تطاوين حيث المعاناة اليومية و ارتفاع نسب البطالة و الفقر رغم وجود “الذهب الأسود” البترول فقد تنوعت أشكال الاحتجاج من مسيرات و تجمعات الى اغلاق الطرق المؤدية الى المنطقة البترولية و ما فائدتها بالمناسبة ما دامت لم تؤثر ايجابا على حال السكان و الجهة ككل و لم تعود على المواطنين سوى بالكوارث البيئية و هنا يجب طرح ملف من الحجم الثقيل , الثروات الطبيعية المنهوبة و التي يقع التفويت فيها بالمليم الرمزي .
الحكومة كعادتها ليس في جعبتها سوى التخوين و الحل الأمني مع الايقافات و القمع الموجه تسمع عبارات من قبيل “وحدة وطنية” ” المصلجة الوطنية” و كأن ساكني الجبال التي كانت يوما ما قواعد للمقاومين و من يحملون اليوم راية الانعتاق الاجتماعي من بن غذاهم حتى 17 ديسمبر في حاجة لتعلم الوطنية من حكومة كريستين لاغارد .
ان الوضع الثوري متواصل فلا الحكومة قادرة على أن تسوس كما في السابق أي الرجوع الى وضع تكميم الأفواه و مصادرة الأصوات الحرة و لا الشعب الذي تذوق طعم التعبير عن حقه و أسقط رأس النظام فارا الى السعودية راض أن يساس كما في السابق و الضرورة اليوم تقضي بتوحيد الجهود و الابقاء على الملف الاجتماعي و طرحه بجوانب متنوعة ( بطالة فقر أراض دولية….) مواصلة لمسار لن يكف حتى تشرق شمس العدالة الاجتماعية على هذا الشعب .
اترك تعليقًا